أويغور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الأويغور (بالويغورية: ئۇيغۇر، بالتركية: Uygur أو Uighur الصينية المبسطة: 维吾尔; الصينية التقليدية: 維吾爾، بنيان: Wéiwú'ěr) وهى تعنى الاتحاد والتضامن باللغة الاويغورية هم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية. بشكل عام يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شينجيانغ أيضا) على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين. يدينون بالإسلام وإلى جانب قومية الأويغور توجد تسع قوميات أخرى تدين بالإسلام وهي :
- القازاق: يتمركزون في منطقة شينج يانغ ويبلغ عددهم مليون وربع المليون نسمة
- الأوزبك والطاجيك: البلغ عددهم 33 الف نسمة ذوى الاصول البدوية واللغة الاوزبكية
- التتار: بقومية لا تتجاوز ال6 الالاف نسمة متمثلين في من اجتازو
حدد تتارستان الحالية والقبائل التركية في السابق
- هوى: الممثلة في العرب و الفرس القدماء الوافدين مع الفتح الإسلام في الصين بتعداد قدرة 8.6 مليون نسمة منتشرون في شينج يانغ ومقاطعات خبى وخنان وشاندونج واقليم منغوليا ذو الحكم الذاتى.
- قومية سالار تستوطن محافظة شيونهوا ذاتية الحكم ويبلغ عدد ابنائها زهاء ال90 الف نسمة ولهم لغتهم الخاصة وهى السالار المنطوقة.
- دونج شيانغ: يبلغ تعداد ابنائها 370 الف نسمة وتقطن مقاطعة قانسو
- باوآن: البلغ تعداد ابنائها 150 الف نسمة ويقطنون أيضا مقاطعة قانصو
تاريخيا مصطلح اليوغور (الذي يعني الاتحاد أو التحالف) كان يطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش فيما يعرف اليوم باسم منغوليا. كان اليوغوريون مع الجوك تركيون أقوى وأكبر القبائل التركية التي تعيش في آسيا الوسطى. عاشت القبيلة موحدة في حكم اتحادي يعرف باسم الروران أو الجوان جوان (من 460 إلى 565 م). بعدها حكم اليوغور من قبل الهون البيض قبل أن يضم ملكهم لملك خانات الجوك تركيين. عرفوا في تلك الفترات باسم هويهو وأسسوا لهم مملكة في القرن الثامن الميلادي. اسم هويهو اشتق منه اسم قومية الهوي في الصين.
تاريخ
في عام 744 م استطاع الأويغور بمساعدة قبائل تركية أخرى بالإطاحة بالإمبراطورية الجوك تركية وأسسوا مملكتهم الخاصة بهم التي امتدت من بحر قزوين غربا حتى مانشوريا (شمال شرقي الصين والكوريتان) شرقا. استمرت المملكة حتى عام 840 م واختارو مدينة أوردو بالق عاصمة لهم.
بعد العديد من الحروب الأهلية والمجاعات في المملكة الأويغورية سيطر القيرخيز على أراضي الدولة. نتيجة للغزو القيرخيزي هاجر أغلب الأويغوريين من أراضي مملكتهم متجهين إلى ما يعرف الآن بشينغيانغ أو تركستان الشرقية وهناك أسسوا مملكة مع قبائل تركية أخرى (زنجاريا وتاريم باسن) استمرت حتى غزو جنكيز خان عام 1209 م. بقية الأويغور الذين لم يهاجروا إلى تركستان الشرقية وهاجروا نحو كازاخستان وجاورا بعض القبائل الطاجيكية اعتنقوا الإسلام ودخلوا فيه وكان ذلك في القرن الحادي عشر الميلادي.
أسس الأويغور الذين أسلموا دولة سميت الكارا خانات والذي يسمى حاكمها كارا خان.
علم الأويغور الذي يشبه علم
تركيا ولكن بخلفية زرقاء. تمنع حكومة الصين استخدام هذا العلم
بعد ظهور السلاجقة واشتداد عودهم وازدياد قوتهم صارت المنافس الأقوى لدولة الكارا خانات في تلك المناطق (تركستان وكازاخستان حاليا).
قُتل من الأويغور المسلمين أكثر من مليون مسلم في عام 1863م كما قُتل أكثر من مليون مسلم في المواجهات التي تمت في عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسي تونج؛ حيث ألغى استقلال الإقليم، وجرى ضمه لجمهورية الصين، جرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم إلى أقاليم، حتى يمثلوا أقليةً في مواطنهم الجديدة. كما تم التضييق عليهم في عباداتهم ومظاهرهم الإسلامية وهدم مساجدهم، وإزالة مدارسهم.[1]
سكان
في عام 1949 كانوا يمثلون 92 في المائة من السكان، وقد أصبحوا في الوقت الحالي يمثلون 46 في المائة. وهذا ليس شيئا مفاجئا بسبب سياسة الترحيل والتقسيم الاداري للصين، تحول عدد الأويغور من 18 مليون نسمة إلى أكثر من 8 ملايين في الوقت الحالي.
وضع الاويجور في الصين على الرغم من اللغة العربية هى لغة دين معظم القوميات المكونة للاويجور، الا انها تواجه خطرا متمثلا في قوانين واجراءات حكومية تهدف لتحييد اللغة العربية، فاغلقت السلطات معظم المدارس الخاصة بتعليم اللغة العربية وتحويلها إلى مؤسسات خدمية كمستشفيات كما ان المشرع الصينى حظر تعليم اللغة العربية وعاقب المتعلم والمعلم واقتصر تعليمها في الكليات العليا وللدراسات الدبلوماسية والتمثيل السياسى. نفس الوضع اللغوى مع اللغة المحلية لهذة العرقيات، فلغة الاويغور تلقى التحييد والتهميش، فالحصول على الوظائف العليا يعطى الاولوية لدارسى الصينية. اتخذت الحكومة الصينية خطوات فعلية في تحييد الاويغور كلغة ففى السابق كانت دراسة الاويغورية منذ الصف الثالث والان تم احلال الصينية في الصف الاول.
مشاكل الأويغور
تاريخ اضطهاد الأويغور المسلمين في الصين قديم ويرجع إلى سنة 1873 في عهد أسرة كينج ثم إلى سنة 1933 وسنة 1945. وبعد إعلان جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 قرر قادة مسلمون التوجه بالطائرة إلى بكين للبحث مع قادتها في وضع تركستان الصينية. ولكن الطائرة تحطمت أثناء رحلتها وتحوم شكوك حول دور للسلطات في الأمر.
في سنة 1962 اندلعت ثورة للمسلمين في مدينة إيلي بتشجيع من السوفيت وقررت بكين وضع حد لنفوذ الروس في منطقة الحدود فاتخذت إجراءات قمعية ضد المسلمين وفر كثير منهم إلى داخل الأراضي السوفيتية.
ليس المسلمون أقلية في الصين فقط بل أصبحوا أقلية في أرضهم سنجيانج أيضًا. وقد شعروا بمزيد من الاستياء عندما قررت السلطات سنة 1989 حصر الولادات بمعدل 3 أولاد في الريف للأسرة الواحدة وولدين فقط للأسرة التي تعيش في المدينة وكل مخالفة يجبر صاحبها على دفع حوالي 500 دولار أمريكي وهو مبلغ خيالي بالنسبة للسكان. ويرى الإيغور أن هذا الإجراء مخالف للإسلام وهو تعبير عن "الشوفينية" الصينية أو التمسك بالقومية. وكثيرًا ما حدثت مصادمات بين هؤلاء وبين موظفي تحديد النسل الصينيين.
أيضا من دواعي الاستياء الإسلامي ظهور خطر تلوث البيئة في سنجيانج جراء أشغال استخراج المعادن وإجراء التجارب الذرية الصينية أيضا وذلك منذ إجراء أول تجربة في 16 أكتوبر 1964 في صحراء لوبنور الواقعة شرقي تركستان الصينية. وقد تسببت هذه العوامل في تزايد حالات سرطان الجلد وتشوه الولادات.