الخميس، 31 مارس 2011

الإفراج المباشر عن مواد الدعاية و الإعلان وشروطه

من قانون اللائحة التنفيذية الخاص بالاستيراد و التصدير تفرج الجمارك مباشرة عن مواد الدعاية و الإعلان الواردة إلى الوكلاء التجاريين و المستوردين و الموزعين المعتمدين و المصانع المنتجة لأصناف تحت الترخيص । - ويشترط فى هذه المواد أن يكون مطبوعاً عليها أسم الجهة الموردة أنها غير مخصصة للبيع و لأغراض الدعاية و الإعلان । - ألا تتجاوز قيمة الأصناف الموقوف استيرادها من هذه المواد خمسة آلاف جنيه بالنسبة لما يرد من الشركات الأجنبية إلى فروعها أو إلى الشركات المملوكة لها فى جمهورية مصر العربية . وفى حدود ألف جنيه سنوياً لكل وكالة تجارية بالنسبة لما يرد من الشركات الأجنبية لوكلائها المحليين . و بحد أقصى خمسة ألاف جنيه سنوياً لكل وكيل مهما تعددت الوكالات و بحد أقصى ألف جنيه سنويـــاً لما يرد مــن الشركــات الأجنبية للمـوزعين المعتمدين لـــديهــا أو المستوردين ويقتصر استيراد المكاتب العلمية لهذه المواد على الكتيبات و النشرات العلمية الخاصة بإنتاج الشركات التى يمثلونها . - و يسمح باستيراد مواد الدعاية الخاصة بالأفلام الأجنبية الواردة مشحونة أو بصحبة الركاب بموافقة الرقابة على المصنفات الفنية । وتفرج الجمارك مباشـرة عن المواد الإعلامية والمكتبية الواردة للسفارات والجهات العلمية فى مناسبات عقد مؤتمرات علمية أو الأحتفال بالأعياد القومية للدول الأجنبية بشرط أن يكون الوارد مناسباً للغرض ، وأن يتم الإفراج بأسم الجهة المستفيدة و تفرج الجمارك مباشرة عما يرد من المراكز الرئيسية لشركات الطيران الأجنبية إلى فروعها فى جمهورية مصر العربية من أداوات مكتبية ومواد الدعاية الاعلان والزى الرسمى للعاملين بشرط موافقة وزيرالسياحة والطيران المدنى أو من يفوضه

الأحد، 18 يوليو 2010

المسلمون في تركستان الشرقية.. حتى لا ننسى

الكاتب موقع قصة الإسلام

المسلمون في تركستان الشرقيةفي مثل هذه الأيام من العام الماضي هاجمت عصابات من إثنية الهان الصينية -التي تشكِّل غالبية السكان في الصين- مسلمي الإيجور في مدينة أورومتشي التي شهدت اعتداءات كبيرة على السكان المسلمين الذين يشكلون الأغلبية في إقليم تركستان الشرقية، أو ما تسميه الصين (سينكيانج)؛ إذ خرج متطرفون من الهان يحملون السلاسل والمطرقات والقضبان الحديدية، باحثين عن أهداف من المسلمين، مما أدَّى إلى اختباء الإيجور في منازلهم تحسبًا لوقوع مجازر جديدة بحقهم، في وقتٍ تمَّ فيه فرض حظر التجوال على المدينة.

وجابت عصابات الهان شوارع المدينة وهم يحملون كافة أنواع الأسلحة، ويصرخون بعبارات معادية للإيجور، ويطلقون الشعارات القومية، وسار نحو عشرة آلاف شخص في أنحاء عدة من مختلف مناطق العاصمة، وقد قامت الشرطة بمنعهم من دخول أحياء الإيجور؛ حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع، ونصبت حواجز الطرق، ولكن المتظاهرين رفضوا التفرق.

وفي مناطق أخرى، اكتفى رجال الشرطة وغيرهم من عناصر الأمن بالوقوف ومشاهدة المتظاهرين وهم يسيرون في الشوارع، ويهتفون ضد الإيجور.

وقد أعرب الإيجور عن أسفهم وإحباطهم من معاملة قوات الأمن التي وصفوها بأنها كانت أكثر قسوة وعنفًا معهم من معاملتها للهان الصينيين، وقالوا إنهم خائفون للغاية، ولا يعتقدون أن الشرطة تستطيع حمايتهم، وأضاف شهود عيان أن كل ما تفعله الشرطة مع الهان هو دفعهم إلى الوراء، وجعلهم يتفرقون، ولكن لم يأخذوا أسلحتهم.

وقد أعلن المؤتمر الدولي للإيجور أن عدد القتلى الذين سقطوا في أحداث العنف التي اندلعت في منطقة سينكيانج غرب الصين بلغ ثمانمائة قتيل تقريبًا.

تركستان الشرقية.. حقائق وتاريخ

ونلفت النظر بداية إلى أن تركستان الشرقية دولة محتلة من قِبَل الصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكيستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا، وتبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.660 مليون كم2، وتأتي في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة، إذ تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين.

كما يوجد في تركستان الشرقية التي تسمي اليوم إقليم (سينكيانج) 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، ويقدر العدد الحالي للسكان المسلمين بـ18 إلى 20 مليون نسمة، فهم يمثلون حوالي 90 - 95% من سكان بعض المدن التركستانية.

وتركستان مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك، وتنقسم إلى "تركستان الغربية" أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق جبال "تيان شان"، ومن الغرب "جبال الأورال" و"بحر قزوين"، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة.

أما "تركستان الشرقية أو إيجورستان" الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة "سينكيانج"، فيحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب: أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.

ولقد أُطلق على تركستان الشرقية اسم "سينكيانج" لمحاولة تصيينها ديموغرافيًّا وهي تتعرض كل يوم لتطهير عرقي وتهجير حتى تقل نسبة المسلمين فيها، فلقد وصلت إلى أكثر من 95% من نسبة السكان، ولكنها بعد الممارسات القمعية والتطهير العرقي والتهجير وعمليات الاستيطان المستمرة قد قلت هذه النسبة.

وكانت قومية الهان في مقدمة القوميات التي تم إحلال أبنائها محل أبناء الإقليم من المسلمين؛ إذ تمثل قومية الهان حوالي 94% من الشعب الصيني، الذي يتكون من 55 قومية أخرى.

وكل من تعاقب على حكم الصين من أباطرة وقادة للحزب الشيوعي وقواعده الشعبية هم من سلالة الهان التي شكلت العصر الذهبي لتاريخ الصين, فهم الجماعة الإثنية الرئيسية التي استمر حكمها لأكثر من 400 سنة.

ويبلغ عدد المنتسبين لقومية الهان 1.31 مليار نسمة ويوجدون بشكل أساسي في الصين وفي عدد من بلدان جنوب شرق آسيا وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، ويتحدث الهان اللغة الصينية، وينتمون لديانات عديدة أبرزها الصينية والبوذية.

وقد عملت الحكومات الصينية المتتابعة على توطين العديدين من قومية الهان في إقليم تركستان الشرقية؛ وذلك بهدف تغيير الطبيعة السكانية للمنطقة ذات الأغلبية المسلمة.

بمرور الأيام أصبح لأبناء قومية الهان صوتًا مسموعًا في الإقليم على حساب أبناء الإقليم من المسلمين، بل واستغلوا الدعم الحكومي وقاموا بالتحرش بالمسلمين والاعتداء عليهم؛ بهدف دفعهم للمغادرة والهجرة خارج الإقليم، بما تسبب في حدوث اضطرابات متكررة في إقليم تركستان الشرقية، والتي نقلت وسائل الإعلام طرفًا منه للعالم الخارجي.

الحدث في وسائل الإعلام

تابعت العديد من وسائل الإعلام الصدامات التي حدثت في يوليو 2009م عندما هاجمت عصابات المستوطنين من الهان مسلمي الإيجور في مدينة أورومتشي..

فجاء في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية[1] تحت عنوان "الصينيون الهان ينزلون إلى الشوارع مسلحين بالسواطير والهراوات.. ويطاردون المسلمين الإيجور للانتقام":

تجددت الاشتباكات الإثنية في منطقة أورومتشي غربي الصين، التي تقطنها أقلية مسلمة من الإيجور، بعد اندلاع أعمال عنف أدت إلى مقتل 156 شخصًا على الأقل وجرح أكثر من 800، فيما يبدو أنها أكبر احتجاجات تشهدها الصين منذ 20 عامًا. ونزل الآلاف من الصينيين الذين ينتمون لإثنية الهان وتشكل أغلبية سكان الصين، إلى الشوارع للاعتداء على الإيجور، فيما امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى خارج أورومتشي. ودفعت الاشتباكات الجديدة بالسلطات المحلية إلى فرض حظر للتجول في أورومتشي في عاصمة منطقة سينكيانج، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة. وأعلن المسئول الكبير في الحزب الشيوعي في سينكيانج، وانغ ليكوان للتلفزيون أن حظر التجول سيطبق؛ لتفادي تكرار مشاهد الفوضى التي ظهرت بعد الظهر في المدينة التي يصل تعدادها إلى مليوني نسمة، كما أوضحت الوكالة.

وفي خطوة غير معتادة، سمحت السلطات الصينية للصحافيين بالتوجه إلى المنطقة لتغطية الأحداث، عكس ما حصل في انتفاضة التبت عام 2008م عندما منعت الصحافيين من تغطية التظاهرات التي قادها الرهبان البوذيون. وقالت وكالة "رويترز" التي زار مراسلها المنطقة: إن صينيين من الهان مسلحين بقضبان حديدية ومناجل نزلوا إلى الشوارع الجانبية وبئر سلم مبنى سكني؛ بحثًا عن أهداف المسلمين من الإيجور.

وأضاف مراسلها أن مئات المحتجين من الهان نزلوا إلى الشوارع وهم يمسكون بسواطير وأنابيب معدنية وهراوات خشبية، وقاموا بتحطيم متاجر يمتلكها الإيجور. وصرخ بعض الصينيين الهان بعبارة: "هاجموا الإيجور"، في حين تبادل الجانبان إلقاء الحجارة بعضهم على بعض.

وقامت الشرطة في نهاية الأمر بتفريق الحشد، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشد، لكن ذلك شجع لفترة قصيرة متظاهرين حوصروا بين مجموعتين من شرطة مكافحة الشغب الذين تفصل بينهم مسافة 600 متر.

وقال مراسل "رويترز": إن قوات مكافحة الشغب المسلحة بالهراوات والدروع، قامت بإبعاد المحتجين عن ضاحية الإيجور لكن مئات تمكنوا من التسلل خلال خطوط الشرطة. وكان كثيرون من المحتجين الإيجور من النساء اللائي يبكين ويلوحن ببطاقات هوية أزواجهن أو أبنائهن، ويقلن إنه تم اعتقالهم بطريقة تعسفية. وقالت امرأة: "الشرطة ألقت القبض على زوجي.. لم يذكروا أي سبب.. اقتادوه دون أن يقولوا شيئًا".

وخلع عبد الله علي وهو شاب من الإيجور في العشرينيات من عمره قميصه، ورفع قبضة يده قائلاً: "يلقون القبض علينا دونما سبب، وحان الوقت لنرد". وأضاف أن أشقاءه الثلاثة وشقيقته بين 1434 مشتبهًا به ألقت الشرطة القبض عليهم لاستجوابهم، وشَكَا سكان محليون من أن الشرطة تقوم بمداهمات عشوائية في المناطق التي يقطنها الإيجور.

وأدت أعمال العنف إلى اعتقال الآلاف من المسلمين الإيجور، فيما أظهر التلفزيون الرسمي مشاهد لمتظاهرين يهاجمون أشخاصًا من إثنية الهان، في ما ذكر بأعمال العنف التي جرت السنة الماضية في التبت.

وقد اتهم الإيجور المقيمون في المنفى قوات الأمن الصينية بالقيام برد فعل مبالغ فيه أثناء تفريق مظاهرات سلمية قام بها آلاف الأشخاص، وقالوا: إن الشرطة أطلقت النار على المتظاهرين عشوائيًّا.

أمَّا موقع العربية نت[2] فقد كتب تحت عنوان "اعتقال المئات بعد يوم من الاحتجاجات بإقليم مسلم.. "الهان" في الصين يتوعّدون بالانتقام من مسلميها بعد أعمال شغب دامية":

اعتقلت الشرطة الصينية 1434 شخصًا على دورهم المفترض في أحداث الشغب التي اندلعت الأحد 5 يوليو 2009م في أورومتشي, وهي كبرى مدن إقليم سينكيانج الذي تقطنه أقلية الإيجور المسلمة، والتي قتلت ما لا يقل عن 156 شخصًا، وإصابة أكثر من 1000 جريح. حسب حصيلة رسمية نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة في 7 يوليو 2009م.

كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأنه تم تدمير 200 متجر و14 منزلاً, وتم إحراق 261 من السيارات، ومعظمهم من الحافلات، وذلك حسب ما قاله قائد الشرطة الإقليمية الصينية ليو ياوهوا

وفي بيان تلقت منه نسخة "العربية.نت" عبرت منظمة المؤتمر الإسلامي عن قلقها البالغ إزاء الأحداث الأخيرة في إقليم سينكيانج, حيث دعا الأمين العام الحكومة الصينية إلى الإسراع بإجراء تحقيق ميداني نزيه حول هذه الأحداث الخطيرة، وإلى تقديم المسئولين عنها إلى العدالة، وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تكرارها مع ضمان تقديم تعويضات كافية للضحايا.

ويتضح من خلال العدد الكبير للإصابات في صفوف المدنيين، أنه لم تتم مراعاة مبدأ الحذر والتناسب في استخدام القوة والأسلحة النارية؛ فطبقًا للمبدأ الأساسي الدولي بخصوص استخدام القوة والأسلحة النارية، يجب على المسئولين عن إنفاذ القوانين اللجوء إلى الأساليب غير المميتة في التصدي للاضطرابات المدنية.

وأوضحت منظمة المؤتمر الإسلامي استعدادها لتقديم المساعدة وللتشاور مع الحكومة الصينية حول الجهود التي يتعين بذلها من أجل خلق مناخ قوامه السلم، والاستقرار في الإقليم.

ومن جانبها, شككت ربيعة قدير، زعيمة المعارضة الإيجورية في المنفى، في المعلومات التي تتحدث عن ضبط الشرطة الصينية خلايا إرهابية في منطقة سينكيانج ذات الغالبية المسلمة.

وقالت: "أدعو الأسرة الدولية إلى النظر إلى هذه المعلومات بأكبر قدر ممكن من التشكك".

وأكدت ربيعة قدير التي تعيش في المنفى في واشنطن منذ 2005م بعد أن أمضت 6 سنوات في سجون بكين، أن المنظمة التي تتزعمها "الجمعية الأمريكية للإيجور" تعارض الإرهاب واستخدام العنف, فيما نفت قدير الاتهامات الموجهة إليها بأنها حرضت على أعمال الشغب.

الحدث بأقلام المحللين

وقد تصدى العديد من المحللين والكُتَّاب لهذه القضية بالعرض والتحليل، انظر ملف (مسلمو الإيجور والفناء) على موقعنا.

كما أفرد الدكتور راغب السرجاني أربع مقالات كاملة شرح فيها أبعاد الأزمة من بدايتها، ووضح جذورها التاريخية ورصد تطوراتها، إضافة إلى تقديمه للعديد من الأدوار التي يتوجب على المسلمين أداؤها لمساندة إخوانهم المستضعفين في تركستان[3].

تطورات القضية

ما زال الوضع على حاله في إقليم تركستان الشرقية المحتل سواء من ناحية الظلم المستمر للمسلمين الإيجور على يد الحكومة الصينية أو من قِبَل المستوطنين الهان الذين يتمتعون بكامل الدعم الحكومي وكافة التسهيلات؛ بهدف تمكينهم من مقدّرات الحياة في الإقليم على حساب أبنائه وسكانه الأصليين..

ونضرب مثلاً بما قامت به الحكومة الصينية في 24 يونيو 2010م عندما أعلنت القبض على عشرة أفراد، وزعمت أنهم ينتمون إلى جماعة إرهابية كبيرة تنشط بمنطقة سينكيانج المضطربة؛ إذ نقلت وكالة الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدث باسم وزارة الأمن العام "بعض المشتبه بهم اتهموا بالتورط في هجومين قاتلين شهدتهما بلدتا كاشجار وكوجا في سينكيانج عام 2008م"

وأضاف "المشتبه بهم كانوا بين مجموعة من 20 مواطنًا صينيًّا عادوا إلى الصين من دولة لم يفصح عنها في ديسمبر الماضي".

وهذا الحدث يعد حلقة في سلسلة متَّصلة من الاتهامات والتلفيقات التي تهدف إلى ترويع أبناء الإيجور المسلمين، ولإثنائهم عن المطالبة بحقّهم في الاستقلال، إضافة إلى غض الطرف عما يرونه من عمليات التوطين المحمومة لأبناء قومية الهان، بما يشكل أعظم خطورة على التركيبة السكانية للإقليم.

وعلى جانب آخر فقد دعت منظمة العفو الدولية في 3 يوليو 2010م السلطات الصينية إلى إجراء تحقيق مستقل حول الاضطرابات العرقية التي وقعت العام الماضي في إقليم تركستان الشرقية "سينكيانج"، مشيرةً إلى "الاستخدام المفرط للقوة واعتقالات كثيرة واختفاء بعض الأشخاص وتعذيب وسوء معاملة" المعتقلين بعد الاضطرابات.

وحذرت المنظمة التي تهتم بالدفاع عن حقوق الإنسان في التقرير الذي أصدرته 2 يوليو من الصورة التي قُدِّمت بها الأحداث، وفقًا لرواية الحكومة الصينية.

وقد أصدر القضاء الصيني أحكامًا بحق حوالي 200 شخص، بينهم 26 على الأقل حكم عليهم بالإعدام، ونفذ منها تسعة أحكام بحسب وسائل الإعلام الصينية.

أمَّا الحكومة الصينية فقد فرضت إجراءات أمنية مشدَّدة يوم الاثنين 5 يوليو في مدينة أورومتشي عاصمة منطقة "سينكيانج"، التي شهدت الاضطرابات العام الماضي.

ونشرت مئات من عناصر الشرطة خصوصًا في حي الإيجور حيث كانت شرطة مكافحة الشغب المجهَّزة بالدروع والهراوات تقوم بدوريَّات

كما أُغلق قسم كبير من ساحة الشعب، وسط المدينة الذي انطلقت منه أعمال العنف السنة الماضية أمام العموم، وبدت أورومتشي هادئة بشكل غير اعتيادي، بعدما طلبت السلطات من الإيجور عدم الخروج من منازلهم!!

مجزرة إبادة سربرنيتشا.. الجريمة والعقاب

الكاتب عبد الباقي خليفة

مجزرة إبادة سربرنيتشاالآن ورغم مرور 15 سنة على جريمة الإبادة في سربرنيتشا، وعلى الرغم من اعتراف البرلمان الأوربي بحصول جريمة الإبادة، إلا أن الصرب في بلجراد اكتفوا بإدانة الجريمة دون وصفها بـ"الإبادة"، أما صرب البوسنة فإنهم لا يزالون يعطلون البرلمان المركزي على اتخاذ موقف يدين جريمة الإبادة، وهو ما يعني -وفق المراقبين- أن الصرب عمومًا وصرب البوسنة خصوصًا يتخذون نفس الموقف التي تعلنه المنظمات الصربية المتطرفة، مثل "التشتنيك" و"أوبراز" وغيرها، والتي تدعو لإفناء غير الصرب لإقامة "صربيا الكبرى" على حساب أراضي ودماء وجماجم الآخرين.

إصرار على الجريمة

في الذكرى الخامسة عشرة لجريمة الإبادة في سربرنيتشا، والتي يعاد فيها دفن 772 ضحية من ضحايا سربرنيتشا (وهي أكبر جنازة حتى الآن منذ البدء في إعادة دفن الضحايا في مقابر فردية بعد إخراجهم من المقابر الجماعية)، هناك إصرار صربي على إنكار الجريمة بطرق مختلفة؛ ولذلك لم تتخذ السلطات الصربية سواء في صربيا أو البوسنة أي إجراءات ضد الصرب المتطرفين الذين ينشرون الكراهية، ويمارسون الاعتداءات ضد المسلمين، بالقول: "إن هذا ليس موقفنا" و"لا يمكننا منعهم من التعبير، حتى وإن كان التعبير دعوة للقتل، وإشادة بجرائم الإبادة"!!!

وقالت رئيسة (جمعية أمهات سربرنيتشا) منيرة سوباتشيتش للمسلم: "صرب البوسنة يؤكدون بموقفهم هذا، أنهم لا يزالون يتحلون بالطبع الدموي، وبروح الكراهية، وتبييت نية الإجرام والإبادة". وتابعت "أعضاء البرلمان الصرب (للصرب حق الفيتو على قرارات البرلمان ومؤسسات الدولة، وهو ما يحاول المسلمون إبطاله باعتماد مبدأ الأغلبية) يرسلون من خلال منع التصويت على بيان حصول إبادة في سربرنيتشا، يرسلون إشارات خطيرة، تهدد مستقبل جميع السكان في البوسنة". وأردفت "البرلمان الأوربي أصدر في سنة 2009م بيانًا يدين جريمة الإبادة، ولكن يبدو أن البرلمان البوسني، وفي ظل الدستور الحالي الذي تمثله اتفاقية دايتون التي أعدها الأمريكان، سيأخذ وقتًا طويلاً قبل صدور بيان من هذا القبيل"

ويخشى الصرب من أن الاعتراف بارتكاب جريمة الإبادة في سربرنيتشا، يعني كشف الحقيقة للعالم، وهي أن ما حصل عليه الصرب في اتفاقية دايتون، كان نتيجة الإبادة في سربرنيتشا، وهو ما أكده أكثر من مسئول صربي. وقال عضو البرلمان من صرب البوسنة، سلافكو يوفيتشيتش، إنه في حال اعترافه شخصيًّا بجريمة الإبادة في سربرنيتشا، فإن ذلك يعني بالنسبة إليه الرحيل: "عندما نوافق على بيان يدين جريمة الإبادة في سربرنيتشا، فإن ذلك يعني أنه يجب علينا الرحيل، وسيكون هناك وضع شديد الحرج لنا، لا سيما في بيالينا وبنيالوكا" وهما مدينتان بوسنيتان، شهدتا بدورهما أفظع جرائم الإبادة والتهجير في بداية العدوان على المسلمين في البوسنة والهرسك سنة 1992م. ويقترح الصرب إصدار بيان يدين جميع الجرائم بدون ذكر الأماكن والجناة، وهو ما يعني بالنسبة للمسلمين تمييع الحقائق، وتزوير التاريخ؛ إذ إن المسلمين يمثلون نسبة 92% من ضحايا العدوان، بينما لم تزد نسبة (ضحايا) الحرب من الصرب عن 5%، والكروات عن 3%، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

فرادة سربرنيتشا

جرائم الإبادة والقتل في سربرنيتشاجريمة الإبادة في سربرنيتشا تختلف عن بقية الجرائم؛ ولذلك لا يمكن مساواتها بأي حوادث قتل أخرى، بما في ذلك جرائم الإبادة في سراييفو، وبيهاتش، وموستار، وبيالينا، وبريدور، وفيشي جراد، وبريزور، وغيرها؛ إذ إنه وفي وقت قياسي، وباستغلال عملية نزع الأسلحة من المسلمين في عهد بطرس بطرس غالي (القبطي المصري) تم قتل أكثر من 8 آلاف من العزل تحت مرأى ومسمع أوربا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي، وتزامنًا مع إشغال (المسلمين) بمن يربح المليون و"نجم الخليج" و"سوبرستار" وغيرها من البرامج الموجّهة، دون أن تكون هناك برامج ثقافية مقابلة تعزِّز الهوية، وتشعر المرء بالانتماء الثقافي والاعتزاز به

وعودة إلى سربرنيتشا، فإن العالم أجمع يشهد على فرادة وفظاعة ما حصل، ووضاعة من قاموا بالجريمة، حيث أطلقوا الرصاص على عزل من السلاح، ويمكن مقارنة ذلك برفض المسلمين في الجزائر إطلاق النار على روجيه جارودي أثناء الاحتلال الفرنسي لبلادهم؛ لأنه أعزل، والإسلام يحرم ذلك، وهي من أخلاق الحرب في الإسلام. في حين كان البطاركة يباركون تلك الجرائم ضد الإنسانية، وهناك أفلام تسجيلية لذلك (غير مفبركة كما تفعل الكنيسة القبطية بحق الدعاة ومنهم الشيخ الشعرواي رحمه الله).

ولكن الصرب يريدون أن يقارنوا قتلاهم في الحرب، مع الضحايا الذين كانوا ضحايا الغدر من عدة أطراف، وفي مقدمتها الجهات الغربية (الدولية) وآلة التنفيذ (الصرب)! ورغم تورط دولة صربيا فيما جرى في سربرنيتشا إلا أن محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، ورغم تأكيدها على حصول جريمة إبادة في سربرنيتشا، راح ضحيتها -حسب المحكمة ذاتها- أكثر من 8 آلاف نسمة، إلا أنها برّأت صربيا من المسئولية المباشرة، وحصرتها في صرب البوسنة، ثم في عدد من السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم زعيم التشتنيك الصرب رادوفان كراجيتش، والجنرال راتكو ملاديتش قائد العصابات الصربية، التي كانت مدعومة ليس من صربيا والمنظمات الصربية فحسب، بل بمنظمات عسكرية في روسيا واليونان وبلغاريا ورومانيا، شاركت جميعها في مجزرة سربرنيتشا، وطلب منها الجنرال راتكو ملاديتش رفع أعلام بلدانها على جماجم الضحايا في سربرنيتشا، أثناء وعقب جريمة الإبادة مباشرة.

إذن لا يمكن جمع جريمة الإبادة في سربرنيتشا وغيرها من الجرائم، فضلاً عن قتلى الحرب والمواجهات العسكرية التي لم تكن متكافئة، حيث كان المسلمون المتضررون الوحيدون من حظر بيع الأسلحة لدول يوغسلافيا السابقة في عهد بطرس بطرس غالي، فالجميع كانوا يدركون بأن صربيا وكذلك كرواتيا من الدول المصنعة للأسلحة، وتبيع منها بكميات كبيرة، وتدر على بلجراد مليارات الدولارات سنويًّا، ومن زبائنها ليبيا والكويت والجزائر ودول إسلامية وعربية أخرى.

محاكمة الجناة

ليس هناك ما هو أدل على فرادة ما حصل في سربرنيتشا من المحاكمات الجارية للمجرمين الصرب، وفي مقدمتهم رادوفان كراجيتش، واستمرار فرار الجنرال راتكو ملاديتش. وفضلاً عن الذكريات الأليمة التي يحييها المسلمون في مواعيدها المسجلة كل سنة، والتي تمثل شهادة حية على ما جرى ليس في سربرنيتشا فقط بل في البوسنة بأسرها.

وبالمقارنة بين الذين حوكموا أو يحاكمون، أو يجب أن يحاكموا من الصرب مع غيرهم، ندرك أن ما حصل في سربرنيتشا ليس كغيره، وأن ما تعرض له المسلمون في سربرنيتشا خاصةً والبوسنة عامة، فريدٌ هو الآخر، فنسبة 92% لا تتعادل بداهةً مع نسبة 5% في صفوف الصرب، أو 3% في صفوف الكروات.

ومن سجلات القضاء الدولي -رغم اعتقادنا أنه لم ينصف الضحايا كما يجب- قرار محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة، في لاهاي يوم الخميس 10 يونيو 2010م، بسجن 7 من الجنرالات الصرب المدانين بارتكاب جرائم إبادة، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وخرق القانون الدولي الخاص بالمدنيين أثناء الحرب في سربرنيتشا، وذلك لمدد تتراوح بين مدى الحياة و5 سنوات.

فقد أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن مدى على الحياة على كل من فويادين بوبوفيتش (53 سنة)، وليوبيتشا بيارا، بعد إدانتهما بارتكاب جرائم حرب في سربرنيتشا في يوليو سنة 1995م. وحكمت المحكمة على دارجو نيكوليتش (53 سنة) بالسجن لمدة 35 سنة، وعلى راديفوي ميليتيتش (63 سنة) بـ19 سنة سجنًا؛ حيث كان مساعدًا لقائد قوات صرب البوسنة الفار حتى الآن من العدالة. وعلى الجنرال راتكو ملاديتش، وعلى ليوبومير بوروفتشانين (50 سنة) بالسجن لمدة 17 سنة بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وخرق القانون الدولي، وهي نفس التهمة الموجهة لبوروفتشانين. ونال فينكو باندوروفيتش (51 سنة) حكمًا بالسجن لمدة 13 سنة بعد تبرئته من تهمة الإبادة. وحصل ميلان غفيرو (73 سنة) على حكم مخفف بالسجن لمدة 5 سنوات.

وقد روعي في الأحكام الصادرة أعمار المدانين؛ ليتم إخراجهم من السجن بعد قضاء ثلثي العقوبة المفروضة عليهم، علمًا بأن السجن مدى الحياة لا يزيد على 20 سنة يقضيها المدان في السجن المرفَّه.

وكان بوبوفيتش قائدًا للواء "درينا" ثم "بييرا"، ثم قائدًا لهيئة الأركان الصربية في البوسنة. وقد أكدت المحكمة أنه قام بقتل أكثر من 7 آلاف من سكان سربرنيتشا "مع سبق الإصرار والترصد"، وهي الإدانة المثبتة على دراجن نيكوليتش، الذي كان ضابطًا في لواء "زفورنيك"، وسلطت الأحكام بالسجن على بقية المدانين لمشاركتهم في عمليات الإبادة في سربرنيتشا والمساعدة في ذلك

وقال رئيس المحكمة شامل أجيوس إنه "في يوليو 1995م وبعد سقوط سربرنيتشا التي كانت تحت حماية الأمم المتحدة بعد نزع أسلحة أهلها، قامت القوات الصربية بقتل أكثر من 7 آلاف نسمة، وهي عملية إبادة واسعة وفق القانون الدولي". وتابع "حتى الآن تم تحديد الحمض النووي لأكثر من 5 آلاف ضحية من ضحايا سربرنيتشا، ونحن نتوقع أن يرتفع العدد إلى 7.827 ضحية".

في انتظار العدل المطلق

تجدر الإشارة إلى أن محاكمة الضباط الصرب المدانين بارتكاب مجازر جماعية في سربرنيتشا بدأت في يوليو 2006م وانتهت في سبتمبر 2009م، وهي أطول محاكمة شهدتها لاهاي، حيث استغرقت 425 يومًا، وشهد فيها 315 شاهدًا، منهم 182 لصالح الادعاء و132 لصالح الدفاع.

وكان الصرب قد سيطروا على سربرنيتشا، التي أعلنتها الأمم المتحدة في عهد بطرس بطرس غالي آمنة بعد نزع أسلحة أهلها، وقتلوا نحو 8 آلاف، وطردوا مئات الآلاف من النساء والأطفال. وقد تبادلت الجهات الدولية الاتهامات بخصوص مسئوليتها عن الجريمة، حيث أصدرت الأمم المتحدة في ذلك الحين قرارًا يمنع حلف شمال الأطلسي بشن أي هجمات بدون أخذ موافقتها. كما تثار الكثير من الأسئلة حول استبدال القوات الأوكرانية بقوات هولندية قبيل حملة الإبادة في سربرنيتشا. وكانت جهات عسكرية أمريكية قد حملت القوات الهولندية مسئولية سقوط سربرنيتشا؛ لأن أغلب القوات الهولندية التي كانت مرابطة في سربرنيتشا آنذاك من المثليين جنسيًّا.

وفي غير سربرنيتشا، ما أصدرته محكمة جرائم الحرب في لاهاي، في وقت سابق، وهو الحكم بالسجن مدى الحياة على أحد مجرمي الصرب، ويدعى ميلان لوكيتش (42 سنة)، فيما قضت بسجن قريبه سريدوي لوكيتش (48 سنة) بالسجن لمدة 30 عامًا. وذلك بعد إدانتهما بارتكاب جرائم حرب ضد البوشناق في إقليم فيشي جراد بين 1992 و1994م. وقال القاضي باتريك روبنسون أن "ميلان لوكيتش، وسريدوي لوكيتش كانا من قادة عصابتي النسور البيضاء، وقاما بارتكاب جرائم قتل وتهجير واغتصاب في الفترة ما بين 1992 و1994م". وقال القاضي روبنسون إن "ميلان لوكيتش مدان في جميع التهم المنسوبة إليه، ومن بينها قتل 119 مدنيًّا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وبقتل 12 رجلاً في منزل بفيشي جراد سنة 1992م، وبقتل امرأة في فيشي جراد في معتقل أزمانيتسا".

وقد اعترف سريدوي لوكيتش (48 سنة) بمساعدته في قتل 59 مدنيًّا في فيشي جراد بتاريخ 14 يونيو 1992م. وشدد القاضي روبنسون أثناء النطق بالحكم أن "جرائم الحرب التي ارتكبت في البوسنة ضد البوشناق المسلمين، هي من أسوأ الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في القرن العشرين".

وهناك أمثلة كثيرة لكن المساحة لا تتسع لذلك، بيد أن يوم القيامة، يوم العدل المطلق، يتسع لذلك وأكثر.

المسلمون في الصين...آلام منسية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فيتابع العالم جميعاً الاستعدادات الكبرى للدورة الأوليمبية المقامة في بكين -عاصمة دولة الصين-، فها قد وصلت الشعلة الأوليمبية إيذاناً بابتداء الحشد العالمي للهو واللعب، فسياسة القوم هي إغراق الشعوب في الملهيات، إما في بحور الشهوات كالمخدرات والفنون العاهرة، أو ما يزعمون من الرياضة. فالمسلم لا ينخدع ببهرجتهم، بل له نظر وفكر يختلف عن غيره.

قد هيــئوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

الصين تتجمل:

لا شك أن هذه الدولة الظالمة الغاشمة تحاول أن تحسن من صورتها القبيحة أمام العالم الذي لا ينسى لها بطشها حتى بأبنائها -"كالتنكيل بحركة الطلاب في الميدان السماوي"-، فضلاً عن محاولتها السيطرة على تايوان والتبت، ورغم كل هذه الأخبار عن هؤلاء المضطهدين، بل وتوقير بعضهم -"كمنح الدلاي لاما المعارض التبتي جائزة نوبل للسلام"-، فلا أخبار عن المسلمين في الصين. فهل في الصين مسلمون؟

المسلمون في الصين:

نعم أخي الحبيب، هناك مسلمون بالصين، فلقد وصل الإسلام إلى بلاد الصين قديماً جداً -"29هـ تقريباً"-، ولكن هناك تعمية مقصودة عن أخبار المسلمين هناك، فيصدق عليه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَكِنَّ حَمْزَةَ لاَ بَوَاكِيَ لَهُ» [رواه ابن ماجه، وقال الألباني: حسن صحيح].

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» [رواه أبو داود، وصححه الألباني].

قال -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ» [رواه مسلم].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [رواه مسلم].

والمسلمون في الصين قسمان:

- قسم يعيش في دولة الصين.

- قسم يعيش في إقليم تركستان الشرقية، وهي دولة إسلامية اغتصبتها الصين ولا تزال تحتلها حتى الآن.

ويتراوح عدد المسلمين في القسمين معاً ما بين (24 مليون نسمة) وهي الإحصائية الرسمية للحكومة الصينية، وإن كانت إحصائيات أخرى غير رسمية تشير إلى أن عدد المسلمين قد يصل إلى 100 مليون نسمة.

الصين والإسلام:

الصين دولة واسعة تزيد مساحتها عن تسعة ملايين كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

وصل الإسلام إلى الصين عن طرق ثلاث:

1- طريق الفتح، وهو ما يخص تركستان الشرقية؛ إذ فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي، ودخل مدينة كاشغر عام 96هـ.

2- طريق التجارة البحرية في المناطق الساحلية.

3- طريق الدعوة والانتقال إلى المناطق الداخلية لاسيما المجاورة لتركستان الشرقية.

يقسم الصينيون تاريخهم إلى سبع مراحل حسب الأسر الحاكمة أو الأنظمة القائمة، وهي:

1- عهد تانغ: التاريخ القديم.

2- عهد سونع: 308 - 675هـ. (920 - 1276م).

3- عهد يوان "العهد المغولي": 675 - 769هـ. (1276 - 1367م).

4- عهد منغ: 770 - 1052هـ. (1368 - 1642م).

5- عهد تسونغ "العهد المانشوري": 1054 - 1329هـ. (1644 - 1911م).

6- العهد الجمهوري: 1329 - 1369هـ. (1911 - 1949م).

7- الحكم الشيوعي: 1369هـ. (1949م).

أولاً: المسلمون في تركستان الشرقية (فلسطين الشرق):

تركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك، وتنقسم إلى "تركستان الغربية" أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق جبال "تيان شان"، ومن الغرب "جبال الأورال" و"بحر قزوين"، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة. أما تركستان الشرقية الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة "سكيانج"، فيحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب: أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.

وتبلغ مساحة تركستان الشرقية حوالي (1.8مليون كم2)، أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد أكبر أقاليم الصين، ويزيد عدد سكانها على (25) مليون نسمة، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالأجور وهم يشكلون غالبية الإقليم، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، ونسبة المسلمين بها حوالي 95%..

وقد أطلق الصينيون على تركستان الشرقية اسم "سكيانج"، وتعني الوطن الجديد، أو المستعمرة الجديدة، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.

أما حديثًا فهي غنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، فتمتلك احتياطيا ضخما من البترول ينافس احتياطي دول الشرق الأوسط، وتمتلك من الفحم ما يعادل (600) مليون طن، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، ويستخرج من ستة مناجم بها؛ لذا فهي عصب اقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية.

الإسلام في تركستان:

كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان- بصفة عامة- في خلافة "عثمان بن عفان" -رضي الله عنه- على يد الصحابي الجليل "الحكم بن عمرو الغفاري"، بيد أن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان" على يد قائده الباسل "قتيبة بن مسلم الباهلي" الذي تمكّن في الفترة من (83- 94هـ - 702- 712م) من السيطرة على ربوع التركستان ونشر الإسلام بين أهلها، ثم دانت لحكم العباسيين بعد سقوط الخلافة الأموية.

وفي فترات ضعف الخلافة العباسية قامت في المنطقة مجموعة من الدول المستقلة، ثم حكمها المغول بعد قضاء "جنكيز خان" على الدولة الخوارزمية سنة (628هـ - 1231م).

وتوطد الإسلام في تركستان الشرقية، سنة ( 322هـ - 934 م)، بعد ما اعتنق الخان "ستاتول بوجرا"، الذي أصبح حاكمًا للإقليم الإسلام، وأسلم لإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًا من مراكز الإسلام في آسيا.

الصين وتركستان الشرقية:

جاءت أسرة المانشو إلى الحكم في الصين سنة (1054هـ - 1644م)، وكانت الأوضاع المستقرة للمسلمين في الصين قد أفرزت علماء متخصصين في علوم القرآن والحديث والفقه والتوحيد، بالإضافة إلى قيادات فكرية رفيعة المستوى، مثل: الشيخ "وانج داي يو"، و"مافوتشو" الفقيه المرموق، وبدأ عهد أسرة مانشو بداية لا تبشر بخير؛ إذ بدأت حملة من الاضطهاد والعذاب للمسلمين في الصين، اضطر المسلمون خلالها إلى رفع السلاح -لأول مرة في تاريخ الصين- سنة (1058هـ - 1648م) مطالبين بالحرية الدينية، وهو ما كلفهم الكثير من الدماء والأرواح، وقتل مئات الآلاف من المسلمين، وقُمعت ثورات المسلمين بقسوة شديدة وصلت إلى حد المذابح والإبادة الجماعية، وكانت هذه الفظائع تجري خلف أسوار الصين، دون أن يدري بها أحد في العالم الإسلامي.

وقد استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174هـ - 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم، وألغى الصينيون نظام البكوات الذي كان قائمًا بها، ووحدوا أقسام تركستان في ولاية واحدة، كما اتبعت الصين سياسة استيطانية في تركستان الشرقية؛ حيث عملت على نقل كتل بشرية صينية إلى هذه المنطقة، وهذا ما يسمى بسياسة "تصيين تركستان الشرقية"؛ فقام المسلمون بثورات عنيفة، منها:

ثورة "جنقخ" سنة (1241هـ - 1825م)، واستمرت سنتين، ولم تهدأ ثورات المسلمين طوال مائة عام.

منها: ثورة سنة (1272هـ - 1855م) التي استمرت عشرين عامًا، بقيادة "يعقوب بك"، وسجلت أحداثها في كتاب من (330) جزءا.

وقد تمكن المسلمون بعدها من الاستقلال بتركستان الشرقية سنة (1282هـ - 1865م)، وذلك أثناء الصراع مع أسرة مانشو، ولم تجد هذه الدولة الوطنية تأييدًا ولا اعترافًا من العالم، واستطاعت الصين مهاجمتها واحتلالها مرة أخرى سنة (1292هـ - 1875م).

وتعرضت تركستان الشرقية لأربع غزوات صينية منذ عام (1277هـ - 1860م)؛ مرتين في عهد أسرة المانشو، ومرة في عهد الصين الوطنية، ومرة في عهد الصين الشيوعية. وقد أدت هذه الثروات والمذابح الصينية إلى إبادة كثير من المسلمين وحدوث عدة هجرات من هذا الإقليم إلى المناطق المجاورة.

وقد قامت ثورة عارمة في تركستان الشرقية ضد الصين سنة (1350هـ - 1931م)، كان سببها تقسيم الحاكم الصيني المنطقة التي يحكمها "شاكر بك" إلى وحدات إدارية، فبدأ التذمر، ثم وقع اعتداء على امرأة مسلمة من قبل رئيس الشرطة، فامتلأ الناس غيظًا وحقدًا على الصينيين، وتظاهروا بإقامة حفل على شرف رئيس الشرطة وقتلوه أثناء الحفل مع حراسه البالغ عددهم اثنين وثلاثين جنديًا.

لقد كانت ثورة عنيفة، اعتصم خلالها بعض المسلمين في المرتفعات، ولم تستطع القوات الصينية إخمادها، فاستعانوا بقوات من روسيا لم تُجْدِ نفعًا مع بركان الغضب المسلم، فانتصر المسلمون عليهم، واستولوا على مدينة "شانشان"، وسيطروا على "طرفان"، واقتربوا من "أورومجي" قاعدة تركستان الشرقية.

وأرادت الحكومة الصينية تهدئة الأوضاع فعزلت الحاكم العام؛ غير أن المسلمين كانوا قد تمكنوا من الاستيلاء على "أورومجي"، وطرودا الحاكم العام قبل أن تعزله الدولة، وتسلم قادة المسلمين السلطة في الولاية، ووزعوا المناصب والمراكز على أنفسهم، فما كان من الحكومة الصينية إلا أن رضخت للأمر الواقع، واعترفت بما حدث، وأقرّت لقادة الحركة بالمراكز التي تسلموها.

وقد امتدت الثورة إلى منطقة تركستان الشرقية كلها، وقام عدد من الزعماء بالاستيلاء على مدنهم، ثم اتجهوا إلى "كاشغر" واستولوا عليها، وكان فيها "ثابت داملا" أي الملا الكبير، فوجدها فرصة وأعلن قيام حكومة "كاشغر الإسلامية"، أما "خوجانياز" أو "عبد النياز بك"، فقد جاء إلى الثائرين في كاشغر ليفاوضهم وينهي ثورتهم، إلا أنه اقتنع بعدالتها، فانضم إليهم وأعلن قيام حكومة جديدة باسم "الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية" -وكان ذلك في (21 رجب 1352هـ - 12 نوفمبر 1933م)- على المبادئ الإسلامية، وقد اختير "خوجانياز" رئيسًا للدولة، و"ثابت داملا" رئيسًا لمجلس الوزراء.

ولم تلبث هذه الحكومة طويلاً، ويذكر "يلماز أوزتونا" في كتابه (الدولة العثمانية) أن الجيش الصيني الروسي استطاع أن يهزم "عبد النياز بك" مع جيشه البالغ (80) ألف جندي، بعدما استشهد "عبد النياز" في (6 جمادى الآخرة 1356هـ - 15 أغسطس 1937م)، وبذلك أسقط التحالف الصيني الروسي هذه الجمهورية المسلمة، وقام بإعدام أعضاء جميع أعضاء الحكومة مع عشرة آلاف مسلم. وحصل الروس مقابل مساعدتهم للصين على حق التنقيب عن الثروات المعدنية، واستخدام عدد من الروس في الخدمات الإدارية في تركستان الشرقية.

وقد قامت ثورة أخرى بقيادة عالم الدين "علي خان" في عام (1364هـ - 1944م)، وأعلن استقلال البلاد، غير أن روسيا والصين تعاونتا على إحباط هذا الاستقلال، وقام الروس وعملاؤهم باختطاف قائد هذه الثورة الإسلامية، وتم إرغام الوطنيين على قبول صلح مع الصين مقابل الاعتراف بحقوقهم في إقامة حكومة من الوطنيين وإطلاق يد زعمائهم في شؤونهم الداخلية.

وقد حصلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذاتي سنة (1366هـ - 1946م)، وتم تعيين "مسعود صبري" رئيسًا للحكومة، فاتبعت الحكومة الوطنية الجديدة سياسة حازمة لإضفاء الصفة الوطنية على كل المؤسسات، وقد استطاع المسلمون في تركستان الشرقية أن ينظموا أنفسهم أثناء الحرب العالمية الثانية، فأنشئوا مطبعة وعددا من المدارس، وأصدروا مجلة شهرية باللغة التركية، وبعد انتهاء هذه الحرب اجتاحت القوات الصينية الشيوعية هذه المنطقة سنة (1368هـ - 1949م)، بعد قتال عنيف متواصل مع المسلمين، استمر في بعض المعارك عشرين يوما متواصلة.

وقد بدأ الشيوعيون منذ احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها استقدام مهاجرين صينيين بأعداد ضخمة في عملية احتلال استيطاني واسعة؛ وذلك للتقليل من عدد أهل البلاد المسلمين، وألغى الصينيون الملكية الفردية، واسترقوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميًا أن الإسلام خارج على القانون، ويعاقب كل من يعمل به، ومنعوا خروج التركستانيين الشرقيين خارج البلاد، كما منعوا دخول أي أجنبي إليهم، وألغوا المؤسسات الدينية وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم.

وغيروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماوتسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولم يتوقف هذا الحقد الأسود الدفين تجاه المسلمين الذين تعرضوا لجهود دولة كبرى لاسترقاقهم وطمس الإيمان في قلوبهم، ولما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءا، وزادت حدة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".

ورغم هذا الكبت والاضطهاد فقد استمرت ثورات المسلمين العنيفة التي تعمل الصين على إخفاء أبنائها عن العالم، ومنها ثورة (1386هـ - 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية وارتكبت في حقهم مذبحة بشعة، وانتشرت الثورة في الإقليم، وقام المسلمون بحرب عصابات ضد الصينيين، واستشهد في هذه الثورة -خلال أحد شهورها- حوالي 75 ألف شهيد، ولا تكف الأخبار عن تناقل أنباء انتفاضات للمسلمين في تركستان الشرقية ضد الاحتلال الصيني الدموي اللاإنساني.

ثانياً: المسلمون في بقية أقاليم الصين:

بدأ الإسلام بالصين عن طريق انتقال الدعاة من تركستان الشرقية إلى القرى المجاورة، وأيضاً عن طريق التجارة البحرية مع مدن الساحل الصينية كمدينة (كانتون) ومنها إلى مدن (تشوان تشر)، (يانج تشو) على ضفاف نهر (يانج تس).

العهد المغولي:

وقد زاد نفوذ المسلمين في العهد المغولي بعد أن مال بعض ملوك المغول للإسلام، ونتج عن ذلك هجرة بعض الجنود المسلمين من تركستان وبلاد ما وراء النهر إلى بلاد الصين، وترقيهم في المناصب.

ولعل أشهر هؤلاء القادمين كان سيد الأجل شمس الدين عمر الذي جاء عام 657 كضابط في الجيش، ثم أصبح حاكماً عسكرياً في مدينة (تاي يوان)، ثم حاكماً لمدينة (بنيانغ)، ثم نقل إلى منصب القاضي إلى مدينة (ينينغ) أي بكين، ثم حاكماً عليها.

ثم أصبح مديراً سياسياً في بلاط (قبلاي خان)، ثم عُيِّن عام 671هـ حاكماً على ولاية (ستشوان)، ثم حاكماً لولاية (يونّان) عام 673هـ، وقد أنشأ المدارس والمعاهد الدينية في هذه الولاية، وتوفي وترك خمسة أولاد، لهم كلهم دور في الإدارة، وكانوا من كبار الموظفين في الدولة. وهذا أنموذج من أثر المسلمين في عهد المغول، إذ كان المسلمون حكام ثمان ولايات من أصل اثنتي عشرة ولاية تتألف منها دولة الصين.

ولم يتغير وضع المسلمين كثيراً في عهد أسرة منغ (770 - 1052هـ)، وإن كان قد تأثروا بالحياة الصينية واندمجوا فيها مع الاحتفاظ بالسمة الإسلامية الكاملة، وكان لهم دور كبير في الدولة أيضاً.

وجاءت الأسرة المانشورية إلى الحكم "تسونغ" (1054 - 1329هـ).، فتغير وضع المسلمين عما كان عليه سابقاً، فقاموا بالحركات التي اضطروا عليها.

وأخطر ما في الأمر أن اثنين من قواد المسلمين قد وقفا بجانب (ينغان وانغ) آخر أمراء أسرة (منغ) في محاولة لاستعادة الملك، وهما: (ينغ كوتونع) و(ميراين)، إذ رفعا العصيان في لاية (كانسو) عام 1058هـ -(1684م)-، ففشلت الحركة، وقتل خمسة ألاف مسلم. وهذا ما جعل الحكم المنشوري يشك في نوايا المسلمين تجاهه، فزاد حقد الحكام على المسلمين، وانتظروا الفرصة المناسبة للنيل منهم، وكره المسلمون الحكام لهذا، وأساءوا الظن بهم، وتمنوا الخلاص منهم، وقاموا بالحركات ضدهم، ومن هذه الحركات:

1- ثورة لانتشو عام 1196هـ.

2- ثورة شانس عام 1279هـ (1862م).

3- ثورة كانسو عام 1288هـ.

4- ثورة يونان عام 1233، 1241.

ويبدو أن الضغط الشديد الذي مارسه الأباطرة المانشوريون ضد المسلمين قد جعل المسلمين يركنون إلى الهدوء، ويلجئون إلى الجانب السلمي، كما رغب الأباطرة بالحل نفسه، ووافقوا على إعطاء ترخيص لإمام مسجد بكين (إلياس عبد الرحمن وانغ) بإنشاء معهد إسلامي يدرّس باللغة العربية، وذلك عام 1321هـ.

وكان السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" يدعو إلى الجامعة الإسلامية، ورغب في معرفة أخبار المسلمين في الصين فأرسل أحد رجاله، ويُدعى "أنور باشا" لهذه الغاية، ولكن المبعوث لم ينجح فيما أرسل من أجله، غير أن إمام مسجد بكين "إلياس عبد الرحمن وانغ" قد زار استانبول، والتقى بالسلطان، واقترح عليه إرسال بعثة للصين، فوافق السلطان وأرسل اثنين هما: حسن ورضا حافظ، فأسسا مدرسة في مسجد بكين، وبلغ عدد طلابها مائة وعشرين طالباً. غير أن السلطة الصينية قد لاحقت هذين المبعوثين بحجة اتصالهما بالمسلمين وتطوافهما في مراكز المسلمين.

فالتجأ الرجلان إلى سفارة ألمانيا في بكين... وأخبرت السفارة الألمانية استانبول بذلك غير أن السلطات الصينية لم ترع حصانة للسفارة فاقتحمت السفارة، وفرَّ الرجلان إلى السفارة الفرنسية فحمتهما، وأعادتهما إلى استانبول.

المسلمون في العهد الجمهوري:

إن نتيجة اضطهاد الحكم المنشوري للمسلمين جعلهم يُؤيِّدون قيام الحكم الجمهوري الذي قاده (سون يان سين)، والذي لُقِّب بأبي الجمهورية، هذا إضافة إلى عدم الرضا عن الحكم السابق والناشئ من الاضطرابات والفوضى وعد الاستقرار، وقد تمكن أنصار الحكم الجمهوري على البلاد عام 1329هـ، وتأسست الجمهورية -حسب أقوال أنصارها- على الوطنية والديمقراطية والمساواة، وعُدّ المسلمون أحد العناصر الخمسة التي تتكون منها الأمة الصينية -على رأيهم- وهي:

1- العنصر الصيني.

2- العنصر المانشوري.

3- العنصر المغولي.

4- العنصر الإسلامي (الهوي).

5- عنصر التيبت.

وقد تأسست عدة مؤسسات إسلامية في العهد الجمهوري، مثل جمعية التقدم للمسلمين، وجمعية الأدب الإسلامي، والمدرسة الإسلامية في شنغهان.

الغزو الياباني والمد الشيوعي:

زادت أطماع اليابانيين في الصين بعد الحرب العالمية الأولى فقامت باحتلال إقليم منشوريا عام 1350هـ، وحاولت كسب دور المسلمين، فأقامت ما يسمى باتحاد المسلمين بالصين، وصاحب ذلك انتشار المد الشيوعي في الأقاليم الصينية الشمالية، ونظراً للضعف الإيماني لدى بعض المسلمين فقد مال البعض إلى اليابانيين، بينما انخدع البعض بالشيوعيين.

انحصرت الحكومة الوطنية الصينية في الجنوب، ثم بعد انتهاء الحرب العالمية تمكن الشيوعيون بمساعدة روسيا من السيطرة على البلاد، ولجأت الحكومة الصينية الأصلية إلى مكاو تحت الحماية الإنجلو أمريكية.

الحكم الشيوعي:

عندما سيطر الشيوعيون على الصين في مطلع عام 1369هـ انتقلت حكومة الصين الوطنية إلى تايوان، وانتقل معها عدد من المسلمين، ولكن الشيوعيين أظهروا شيئاً في التسامح الديني في بداية أمرهم كي يثبتوا أقدامهم، غير أن هذا التسامح كان مخططاً له، ومن أجل تقييد حرية المسلمين حتى لا يتصرّفوا أي تصرف إلا برأي الحزب، وكي يعطوا معلومات للزوار تنسجم وما يريدون، وليطبعوا باسم الإسلام كتباً مضلة. من أجل هذا كله شكلوا جمعية في البر الصيني حملت اسم: "الجمعية الإسلامية الشعبية".

وقد قامت هذه الجمعية بإنشاء عدد من المراكز التعليمية والاجتماعية والتي حملت اسم الإسلام أيضاً. وألفت الكتب عن الإسلام حسب وجهة نظر الشيوعية، كما طبعت القرآن الكريم، وبهامشه تفسير حسبما يرى رجال الحزب.

ولما تعمقت جذور الشيوعية كشفت عن وجهها القبيح، وسامت المسلمين العذاب، فبدأت بمصادرة الأوقاف الإسلامية، وتم إجبار المسلمين على إرسال أبنائهم وبناتهم للعيش في معسكرات مختلطة، ولما احتج بعض المسلمين كان جزاؤهم السجن أو النفي. وتم منع البعثات إلى الأزهر الشريف، وتقييد عدد الحجاج إلى البيت الحرام.

وزاد الأمر سوءاً مع بداية الثورة الثقافية عام1386هـ، إذ أغلقت الكثير من المساجد، وأُبيد الكثير من الفئات المعارضة، وبعد موت ماوتس تونج عام 1396هـ خفت القبضة الحديدية عن المسلمين من أجل تحسين الصورة الخارجية للصين أمام العالم.

أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين في الصين:

يعدّ التنصير من أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين في الصين، ويعمل المنصِّرون الغربيون على تنصير المسلمين بشكل مكثف عبر طرق عديدة، منها: الإذاعات الموجهة لهم من هونج كونج، وفرنسا، وبريطانيا، وأمريكا، كما تقوم الجمعيات التنصيرية بتكثيف بناء الكنائس، فقد وصلت عدد الكنائس في الصين إلى (30 ألف كنيسة)، أما المساجد فهي (50 ألف مسجد)، رغم الفرق الهائل بين عدد المسلمين الصينيين والنصارى، وتقوم الكنائس بالتنصير عن طريق الدعم المادي، وتوزيع المكافآت على من يدخل الكنائس، كما توزع الكنائس كتباً باللغات المحلية توضح فيها أوجه الاتفاق بين الإسلام والنصرانية للدخول إلى قلوب العامة من المسلمين.

ويشير بعض المسلمين إلى أن الحكومة الصينية بدأت تلتفت إلى حركات التنصير المكثفة واعتقلت بعض القسس.

غياب الهوية الإسلامية للبارزين من المسلمين:

رغم وجود العديد من المسلمين الذين يتولون مناصب مهمة في الدولة، ووجود بعضهم في وظائف التدريس في التخصصات العلمية، إلا أنه لا يوجد لكثير منهم أي مظهر من مظاهر الإسلام أو العمل الإسلامي.

غياب القيادات الإسلامية:

ففي ظل القمع الذي تم في عهد "ماو"، فقَد المسلمون العديد من قياداتهم السياسية والدينية التي قُتل بعضها، وسُجن البعض الآخر، كما أن تغييب الهوية الإسلامية في نفوس الأطفال، وإيقاف التعلم الديني للمسلمين ساهم في غياب القيادات الإسلامية الشابة.

دعوات التشيّع:

وتنشط الدعوات إلى التشيّع في المناطق ذات الأكثرية المسلمة في الصين، وذلك بدعم من الحكومة الإيرانية التي تقوم بابتعاث مئات الطلاب سنوياً إلى إيران لتدريسهم العلوم الشرعية على المذهب الشيعي، ويشير أحد المسلمين إلى أنه تلقى دعوة من السفارة الإيرانية في الصين، للدراسة في إيران، ووصل العرض إلى توفير سكن خاص بالطالب داخل إيران، وتوفير سيارة خاصة وزوجة يختارها من إيران.

ويمكن لأي صيني الحصول على بعثة للدراسة في إيران عن طريق تقديم طلب لدى السفارة الإيرانية، إذ يأتي الرد دائماً بالموافقة والدعم.

الفقر النسبي:

ويلاحظ الزائر للصين وجود أكثرية من المسلمين الصينيين تحت خط الفقر، وذلك يرجع لاشتغال أكثرهم بالزراعة والرعي وصيد الأسماك، وعزوفهم عن التعليم العام والتخصصات العلمية.

الإعلام الإسلامي في الصين:

رغم كثرة عدد المسلمين في الصين إلا أنه لا توجد لديهم أي صحيفة يومية أو إذاعة فضائية، ولا يوجد للمسلمين في الصين سوى بعض المجلات الإسلامية التي تصدر بشكل شهري، وتُعد مجلة أخبار المسلمين "مسلم بونشونغ" أشهر المجلات الإسلامية، وتوزع نحو مليوني نسخة شهرياً، كما توجد بعض المجلات الشهرية مثل: مجلة الفتح، ومجلة المسلمين في قانصوه.

متطلبات للنهوض بشأن المسلمين في الصين:

1- منح دراسية للطلاب الصينيين تمثل فيها مناطق المسلمين بالصين وتغطي مختلف التخصصات الإسلامية المطلوبة للمسلمين الصينيين. وتوزع على الجامعات الإسلامية.

2- وضع خطة دراسة مبنية على احتياجات المسلمين في الصين، مع إدخال مناهج التعليم المهني لتأهيل الطلاب لخدمة المجتمع الصيني في مجال الدعوة خصوصاً بعد ضعف البوذية والديانات الوثنية الأخرى.

3- القيام بمسح شامل للمساجد في الصين، وذلك بهدف إعمارها وتلبية احتياجات المسلمين.

4- القيام باستطلاع الاحتياجات في هذا المجال، وذلك بالاتصال بالمنظمات أو الهيئات الإسلامية في الصين، والتخطيط لإقامة مشروع لنشر وطبع الكتب الإسلامية محلياً، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار اللغة المحلية في حركة ترجمة الكتب الإسلامية، واستغلال العلاقات الطيبة بين حكومة الصين والدول الإسلامية لدعم المسلمين في الصين.

5- تنظيم قطاع الدعوة وتغذيته بالدعاة، مع ملاحظة إشراك المسلمين الصينيين الذين حصلوا على جانب وفير من العلوم والثقافة الإسلامية، ووضع خطة إستراتيجية للمستقبل البعيد، وذلك بإعداد دعاة من الصين مع دقة الاختيار لهؤلاء.

6- إنشاء مؤسسات إغاثة إسلامية، ومؤسسات تحويل تعاونية إسلامية تبين معاني التآلف والتعاضد والمسؤولية المشتركة والجسد الواحد.

7- إنشاء مدارس إسلامية، وتوحيد مناهج المدارس السابقة، ونشر مراكز تحفيظ القرآن الكريم في جميع مقاطعات الصين.

8- العمل على إنشاء كلية للدراسات الإسلامية، ووضع خطط كفيلة بتطويرها إلى جامعة بمختلف التخصصات، وفتح فروع لها في المناطق الإسلامية.

9- إنشاء دور نشر إسلامية باللغة الصينية تراعي اللهجات المحلية تقوم بطباعة الكتب الشرعية بعد ترجمتها.

10- إنشاء محطة إذاعية إسلامية موجهة إلى المسلمين في الصين باللغات التي يستعملونها على غرار الإذاعات التنصيرية، ويوضع لها البرامج والدورات الإذاعية بشكل مدروس يتولى إعداده هيئة متخصصة من الخبراء والدعاة، ويجري التركيز على تعليم مبادئ الإسلام، والتركيز على مفاهيم الأخوة الإسلامية، وربطهم بأخبار إخوانهم المسلمين في العالم.


www.salafvoice.com
موقع صوت السلف


كتبه/ سيد عبد الهادي

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

الثلاثاء، 18 مايو 2010

السبت، 15 مايو 2010

مسلمى الروهينجا ....مشكلات بلا حدود


فشل المؤتمر الآسيوي الرئيسي الذي عقد في إندونيسيا لتناول قضايا تهريب البشر والاتجار بهم في مناقشة قضية الروهينيا أو حل معضلة هذه الأقلية العرقية التي يجد عشرات الآلاف منها أنفسهم عالقين في دول آسيوية مختلفة إثر فرارهم من ميانمار.

وكان الروهنجيا، وهم أقلية مسلمة ذات ثقافة ولغة خاصة، قد فروا من اضطهاد حكومة ميانمار العسكرية قبل عقدين من الزمن. ولجأ معظمهم إلى بنجلاديش ، حيث يوجد حوالي 200,000 منهم، في حين لجأ العديد أيضا إلى دول آسيوية أخرى.

وقد تم تصنيف قليل منهم كلاجئين، في حين ظل أغلبهم يعتبر مهاجرا بلا جنسية وبلا حقوق. واقتصر تركيز المؤتمر على مشكلة الروهينجا من حيث صلتها بتهريب البشر والاتجار بهم، في الوقت الذي كان الكثير من المهتمين يأملون أن يتطرق المؤتمر لهذه المشكلة بشكل أكبر وأعمق.

حيث قال كريس ليوا، وهو خبير في قضايا الروهينجا يعمل مع منظمة’ مشروع آراكان المعنية بحقوق الإنسان خاصة في بنجلاديش: "لقد كنا نعقد آمالا كبيرة على نجاح لقاء بالي في إيجاد مقاربة إقليمية شاملة لقضية الروهينجا، ولكنه فشل في اقتراح أي حل مناسب".

وقد انعقد اجتماع بالي في 14 و15 أبريل/نيسان بحضور أكثر من 40 بلدا آسيويا. وكانت عدة محاولات سابقة، بما فيها المؤتمر الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقد في فبراير/شباط، قد أجلت النظر في مسألة الروهينجا حتى انعقاد "عملية بالي".

وفي هذا السياق، أخبر سورين بيتسوان ، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عشية المؤتمر أن: "عملية بالي تقدم لدول المنطقة خيارا جيدا وقابلا للتطبيق للاجتماع ومناقشة قضية الروهينجا". وأضاف أنه "يمكن للدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا المتضررة من هذه المشكلة أن تلتقي وتقوم بتجميع خبراتها ومواردها لوضع هذه المشكلة في سياقها الصحيح وإدارتها معا".

إلا أن قضية الروهينجا لم تناقَش في الجلسة العامة ، ولم يتم ذكرها صراحة في نص البيان الختامي الصادر عن دولتي أستراليا وأندونيسيا اللتين تشتركان في رئاسة المؤتمر . ووفقا لعدد من المشاركين "تمت مناقشة هذه المسألة على الصعيد الثنائي والمتعدد الأطراف ولكن دون أن يتم التطرق خلال المجرى الرئيسي للاجتماع". وقد أفاد بعض الدبلوماسيين أن الأمر الذي اكتسى أهمية خاصة تمثل في الإشارة إلى إعادة تنشيط هذه العملية وضرورة تفعيل مجموعات العمل فيها.

وقد وافق الاجتماع على السماح لأي بلد عضو بالمبادرة بتشكيل مجموعة عمل طارئة مكونة من البلدان المتضررة بأزمة معينة على غرار أزمة الروهينجا. كما أجمعت كل من ميانمار وتايلاند وإندونيسيا وبنجلاديش على مواصلة العمل معا لحل هذه المشكلة.

موقف ميانمار


الصورة: الصورة : ديفيد سوانسون / إيرين
يعتبر قانون ميانمار أن الروهينجا قوم بلا وطن
رفض الممثل الرئيسي لميانمار في الاجتماع، قائد الشرطة الجنرال خين يى، مرارا قبول مواطنة الروهينجا ونفى بشدة تعرضهم لأي اضطهاد في بلده. ولكنه أقر بمبدأ الحاجة لإنشاء مجموعات عمل، وعرض استعداد ميانمار في التعاون مع الجهود الدولية الرامية لتقديم المساعدات والتنمية في ولاية راخين شمال ميانمار، التي يشكل الروهينجا حوالي 700,000 من سكانها البالغ عددهم مليون نسمة.

وقد علق ليوا على مسألة إنشاء مجموعات العمل بقوله: "يجب أن ننتظر لنرى ما يمكن لهذه المجموعات فعله... ففي ظل موقف ميانمار، لا يبدو أن هذه المجموعات ستتمكن من التوصل إلى الحل الإقليمي الفعلي الذي سيمكن من وقف الهجرة الجماعية الكبيرة للروهينجا من ميانمار".

في المقابل، أفاد بعض المشاركين في اجتماع بالي، الذي حضره أيضا 19 بلدا مراقبا و 13 منظمة لدولية، أن مجرد موافقة ميانمار على مناقشة مسألة الروهينجا في منتدى دولي للمرة الأولى يعد أمرا إيجابيا للغاية.

ووفقا لنشطاء حقوق الإنسان ، تتمثل الخطوة التالية في محاولة جمع معلومات عن أكثر من 1000 شخص من الروهينجا تم اعتقالهم خلال الأشهر القليلة الماضية في الهند وإندونيسيا وتايلاند بعد أن خاطروا بحياتهم في قوارب صغيرة تنازع أمواج بحر أندامان.

وقد تمكنت المنظمة الدولية للهجرة حتى الوقت الراهن من الوصول إلى نحو 193 شخصا من الروهينجا في سابانج ، بجزيرة أتشيه الأندونيسية. كما نجحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مقابلة 78 فردا من الروهينجا الذين يوجدون رهن الاعتقال في رانونغ جنوب تايلاند. وتجري المفوضية حاليا مقابلات مع لاجئين روهينجا في إندونيسيا.

وقد طالبت بلدان جنوب شرق آسيا رابطة آسيان بإجراء "إحصاء" للروهينجا ووضع إطار عام لمعالجة قضيتهم.
للمصدر ولمزيد من الاخبار عن الروهينجا :
http://arabic.irinnews.org/list.aspx?text=

الأربعاء، 27 يناير 2010

نمو مطرد في أعداد المسلمين بروسيا

خبراء: روسيا دولة إسلامية في 2050م
[26/01/2010][19:27 مكة المكرمة]

نمو مطرد في أعداد المسلمين بروسيا

كتب- أحمد أبو زيد:

أكَّد خبراء ومتخصصون في شئون أسيا الوسطى أن روسيا سوف تتحول لدولة إسلامية خلال عام 2050م، وأعربوا عن أملهم في حضور مصري قوي في العلاقات مع دول الكومنولث الروسي التي احتضنت الإسلام والثقافة العربية، وأنجبت الإمام البخاري والترمذي وغيرهم من الفقهاء والمحدثين الذين أثروا الحياة الإسلامية.



وقال محمد سلامة الباحث في شئون أسيا الوسطى ودول الكمنولث خلال ندوة بساقية عبد المنعم الصاوي بعنوان (بلاد البخاري وكنوز لا يعرفها الكثير): إن عشرات الدراسات الأكاديمية الروسية أكَّدت تنامي الظاهرة الإسلامية في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وأنه بحلول عام 2050م ستتحول روسيا إلى دولة إسلامية.



وأشار إلى أن هناك نموًا مطردًا في أعداد المسلمين بروسيا؛ حيث وصل عددهم إلى 25 مليون مسلم، وهو ما يعادل 20% من السكان لذلك، فالكنيسة الأرثوذكسية الروسية ترى الإسلام هو الدين الذي يهدد وجودها.



وأضاف سلامة أنه شاهد على مدار 20 سنةً تطور ونمو التدين الإسلامي في دول الاتحاد السوفيتي والكمنولث الحاليَّة، فبينما عاش المسلمون إبَّان الحكم الشيوعي أسوء فترات الاضطهاد؛ حيث تم حظر تداول المصاحف، وتم إغلاق جميع المساجد، ونال مسلمو روسيا اليوم الكثير من حقوقهم، وأصبح الإسلام الديانة الثانية في روسيا، وأنشئت الجامعة الإسلامية بموسكو التي يدرس بها اليوم كبار السياسيين الروس أمثال رئيس الوزراء الحالي (فلاديمر بوتن).



وشدَّد سلامة على أهمية الوجود المصري في دول الكومنولث؛ لما تمثله من أهمية إستراتيجية في أسيا فهي امتداد الثقافة العربية الطبيعي، كما أنها كنز من كنوز الثروات الطبيعية التي تحتاج إليها مصر، وطالب سلامة مصر بالاستفادة من التجربة الديمقراطية في طاجكستان التي تعيش تجربةً ديمقراطيةً ثريةً بشهادة الأمم المتحدة؛ حيث تتم الانتخابات برقابة دولية ودون أي تدخل حكومي، فمؤسسة الرئاسة مؤسسة محايدة لا تنتمي لأي حزب.



وأكد السفير الطاجيكي في القاهرة (ترى لفروف) أن طاجكستان تعتز بهويتها الإسلامية، والتي شاركت في بناء الحضارة الإسلامية، فقد أنجبت أبو حنيفة النعمان الذي احتفلت به طاجكستان عام 2009م بحضور علماء من جميع دول منظمة المؤتمر الإسلامي بقيادة شيخ الأزهر، وبمشاركة 68 من الأئمة والوعاظ الذين نزلوا في ضيافة الرئيس الطاجيكي علي رحمانوف.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

حظر الحجاب في أوزبكستان و طاجكستان مع بداية العام الدراسي

المصريون – (رصد) : بتاريخ 16 - 9 - 2009
ساد جوٌ من القلق والتوتر الآباء والأمهات في طاجكستان, مع بداية العام الدراسي الجديد, خوفا على بناتهن من حظر الحجاب في المدارس.

وقام المسؤولين عن التعليم بالاجتماع مع أولياء الأمور لمناقشة فرض حظر ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس الإسلامي في المدارس في شمال غرب مقاطعة "صغد"، حسب راديو ليبرتي الطاجيكي.

وقال سيدمختور جلالوف من وزارة التربية والتعليم إنهم قاموا بوضع قانونا جديدا للمدرسة بارتداء الزي الموحد الذي يسمح بالأوشحة الوطنية ولكنه يمنع الطلاب من ارتداء الحجاب.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد تلقت 10 شكاوي من الآباء الذين يريدون تعليم بناتهم وهم يرتدون الحجاب أثناء الذهاب إلى المدرسة.

ومن جانبها قالت نيلوفار زهدوفا, طالبة في مدرسة ثانوية, إنها حافظت على ارتداء الحجاب في المدارس على الرغم من حظره وتم طردها بعد أربعة أيام.

وذكرت الصحف الطاجيكية الاسبوع الماضي نقلا عن مسؤولين التعليم قالوا إن قانون حظر الحجاب سيتم فرضه قريبا على المعلمين. يذكر أن عدة طالبات كانوا قد تم فصلهم في العام الماضي لارتدائهن الحجاب.

وفي أوزبكستان تشن السلطات التعليمية حملة على الطالبات اللاتي ترتدين الحجاب. حيث قالت مجموعة حقوق الانسان إن الطالبات اللواتي يرتدين الحجاب في طشقند يتعرضن لمضايقات من قبل مديري المدارس.

وتقول فيريتاس، عضو فريق الاستجابة السريعة في أوزبكستان، إنها قد رصدت بالوثائق "حالات متعددة" تعرضت فيها الطالبات للإذلال والتخويف أو الطرد لأنهم رفضوا خلع الحجاب، حسبما ذكرت وكالة الانباء في كاليفورنيا.

وقد فرضت مدينة طشقند حظر مؤقت على الحجاب خلال احتفالها مؤخرا بالذكرى السنوية للمدينة. وبررت السلطات هذه الخطوة كإجراء مؤقت بزعم الحفاظ على أسباب السلامة العامة.

الخميس، 30 يوليو 2009

مسلمو الايغوور

أويغور

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أويغور

التعداد الكلي قرابة الـ 20 مليون
مناطق التواجد المميزة علم الصين الصين (تركستان الشرقية)
علم كازاخستان كازاخستان
علم قيرغيزستان قيرغيزستان
علم أوزبكستان أوزبكستان
علم تركيا تركيا
علم روسيا روسيا
علم طاجيكستان طاجيكستان
علم باكستان باكستان
اللغة ، الويغورية
الدين مسلمون سنة
المجموعات العرقية القريبة اليوغور، الأوزبك والشعوب التركية
رَ : قائمة أعراق وقوميات العالم

الأويغور (بالويغورية: ئۇيغۇر، بالتركية: Uygur أو Uighur الصينية المبسطة: 维吾尔; الصينية التقليدية: 維吾爾، بنيان: Wéiwú'ěr) وهى تعنى الاتحاد والتضامن باللغة الاويغورية هم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية. بشكل عام يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شينجيانغ أيضا) على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين. يدينون بالإسلام وإلى جانب قومية الأويغور توجد تسع قوميات أخرى تدين بالإسلام وهي :

  • القازاق: يتمركزون في منطقة شينج يانغ ويبلغ عددهم مليون وربع المليون نسمة
  • الأوزبك والطاجيك: البلغ عددهم 33 الف نسمة ذوى الاصول البدوية واللغة الاوزبكية
  • التتار: بقومية لا تتجاوز ال6 الالاف نسمة متمثلين في من اجتازو

حدد تتارستان الحالية والقبائل التركية في السابق

  • هوى: الممثلة في العرب و الفرس القدماء الوافدين مع الفتح الإسلام في الصين بتعداد قدرة 8.6 مليون نسمة منتشرون في شينج يانغ ومقاطعات خبى وخنان وشاندونج واقليم منغوليا ذو الحكم الذاتى.
  • قومية سالار تستوطن محافظة شيونهوا ذاتية الحكم ويبلغ عدد ابنائها زهاء ال90 الف نسمة ولهم لغتهم الخاصة وهى السالار المنطوقة.
  • دونج شيانغ: يبلغ تعداد ابنائها 370 الف نسمة وتقطن مقاطعة قانسو
  • باوآن: البلغ تعداد ابنائها 150 الف نسمة ويقطنون أيضا مقاطعة قانصو

تاريخيا مصطلح اليوغور (الذي يعني الاتحاد أو التحالف) كان يطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش فيما يعرف اليوم باسم منغوليا. كان اليوغوريون مع الجوك تركيون أقوى وأكبر القبائل التركية التي تعيش في آسيا الوسطى. عاشت القبيلة موحدة في حكم اتحادي يعرف باسم الروران أو الجوان جوان (من 460 إلى 565 م). بعدها حكم اليوغور من قبل الهون البيض قبل أن يضم ملكهم لملك خانات الجوك تركيين. عرفوا في تلك الفترات باسم هويهو وأسسوا لهم مملكة في القرن الثامن الميلادي. اسم هويهو اشتق منه اسم قومية الهوي في الصين.


تاريخ

في عام 744 م استطاع الأويغور بمساعدة قبائل تركية أخرى بالإطاحة بالإمبراطورية الجوك تركية وأسسوا مملكتهم الخاصة بهم التي امتدت من بحر قزوين غربا حتى مانشوريا (شمال شرقي الصين والكوريتان) شرقا. استمرت المملكة حتى عام 840 م واختارو مدينة أوردو بالق عاصمة لهم.

بعد العديد من الحروب الأهلية والمجاعات في المملكة الأويغورية سيطر القيرخيز على أراضي الدولة. نتيجة للغزو القيرخيزي هاجر أغلب الأويغوريين من أراضي مملكتهم متجهين إلى ما يعرف الآن بشينغيانغ أو تركستان الشرقية وهناك أسسوا مملكة مع قبائل تركية أخرى (زنجاريا وتاريم باسن) استمرت حتى غزو جنكيز خان عام 1209 م. بقية الأويغور الذين لم يهاجروا إلى تركستان الشرقية وهاجروا نحو كازاخستان وجاورا بعض القبائل الطاجيكية اعتنقوا الإسلام ودخلوا فيه وكان ذلك في القرن الحادي عشر الميلادي.

أسس الأويغور الذين أسلموا دولة سميت الكارا خانات والذي يسمى حاكمها كارا خان.

علم الأويغور الذي يشبه علم تركيا ولكن بخلفية زرقاء. تمنع حكومة الصين استخدام هذا العلم

بعد ظهور السلاجقة واشتداد عودهم وازدياد قوتهم صارت المنافس الأقوى لدولة الكارا خانات في تلك المناطق (تركستان وكازاخستان حاليا).

قُتل من الأويغور المسلمين أكثر من مليون مسلم في عام 1863م كما قُتل أكثر من مليون مسلم في المواجهات التي تمت في عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسي تونج؛ حيث ألغى استقلال الإقليم، وجرى ضمه لجمهورية الصين، جرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم إلى أقاليم، حتى يمثلوا أقليةً في مواطنهم الجديدة. كما تم التضييق عليهم في عباداتهم ومظاهرهم الإسلامية وهدم مساجدهم، وإزالة مدارسهم.[1]

سكان

في عام 1949 كانوا يمثلون 92 في المائة من السكان، وقد أصبحوا في الوقت الحالي يمثلون 46 في المائة. وهذا ليس شيئا مفاجئا بسبب سياسة الترحيل والتقسيم الاداري للصين، تحول عدد الأويغور من 18 مليون نسمة إلى أكثر من 8 ملايين في الوقت الحالي.

وضع الاويجور في الصين على الرغم من اللغة العربية هى لغة دين معظم القوميات المكونة للاويجور، الا انها تواجه خطرا متمثلا في قوانين واجراءات حكومية تهدف لتحييد اللغة العربية، فاغلقت السلطات معظم المدارس الخاصة بتعليم اللغة العربية وتحويلها إلى مؤسسات خدمية كمستشفيات كما ان المشرع الصينى حظر تعليم اللغة العربية وعاقب المتعلم والمعلم واقتصر تعليمها في الكليات العليا وللدراسات الدبلوماسية والتمثيل السياسى. نفس الوضع اللغوى مع اللغة المحلية لهذة العرقيات، فلغة الاويغور تلقى التحييد والتهميش، فالحصول على الوظائف العليا يعطى الاولوية لدارسى الصينية. اتخذت الحكومة الصينية خطوات فعلية في تحييد الاويغور كلغة ففى السابق كانت دراسة الاويغورية منذ الصف الثالث والان تم احلال الصينية في الصف الاول.

مشاكل الأويغور

تاريخ اضطهاد الأويغور المسلمين في الصين قديم ويرجع إلى سنة 1873 في عهد أسرة كينج ثم إلى سنة 1933 وسنة 1945. وبعد إعلان جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 قرر قادة مسلمون التوجه بالطائرة إلى بكين للبحث مع قادتها في وضع تركستان الصينية. ولكن الطائرة تحطمت أثناء رحلتها وتحوم شكوك حول دور للسلطات في الأمر.

في سنة 1962 اندلعت ثورة للمسلمين في مدينة إيلي بتشجيع من السوفيت وقررت بكين وضع حد لنفوذ الروس في منطقة الحدود فاتخذت إجراءات قمعية ضد المسلمين وفر كثير منهم إلى داخل الأراضي السوفيتية.

ليس المسلمون أقلية في الصين فقط بل أصبحوا أقلية في أرضهم سنجيانج أيضًا. وقد شعروا بمزيد من الاستياء عندما قررت السلطات سنة 1989 حصر الولادات بمعدل 3 أولاد في الريف للأسرة الواحدة وولدين فقط للأسرة التي تعيش في المدينة وكل مخالفة يجبر صاحبها على دفع حوالي 500 دولار أمريكي وهو مبلغ خيالي بالنسبة للسكان. ويرى الإيغور أن هذا الإجراء مخالف للإسلام وهو تعبير عن "الشوفينية" الصينية أو التمسك بالقومية. وكثيرًا ما حدثت مصادمات بين هؤلاء وبين موظفي تحديد النسل الصينيين.

أيضا من دواعي الاستياء الإسلامي ظهور خطر تلوث البيئة في سنجيانج جراء أشغال استخراج المعادن وإجراء التجارب الذرية الصينية أيضا وذلك منذ إجراء أول تجربة في 16 أكتوبر 1964 في صحراء لوبنور الواقعة شرقي تركستان الصينية. وقد تسببت هذه العوامل في تزايد حالات سرطان الجلد وتشوه الولادات.

الاثنين، 6 يوليو 2009

الإيغور.. مسلمون في الصين





الإيغور اعتنقوا الإسلام منذ القرن العاشر الميلادي (الفرنسية-أرشيف)
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم سنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.

أصل الإيغور: قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل رحلا تعيش في منغوليا, وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.

ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.

اللغة والثقافة: اللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.

وقد أثرى الإيغور التراث الثقافي الصيني بعدد من المؤلفات والكتب والموسيقى والفنون لعل من أبرزها الألعاب البهلوانية التي برع فيها الصينيون.

الدين: كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام ويتوزعون اليوم على أغلبية سنية حنفية وأقلية شيعية إسماعيلية.

العلاقة مع الصين: اتخذت العلاقة بين الإيغور والصينيين طابع الكر والفر, حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1950 بالصين الشيوعية.

وعلى مدى هذه المدة قام الإيغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة على غرار ثورات 1933 و1944 لكنها سرعان ما تنهار أمام الصينيين الذين أخضعوا الإقليم في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الإيغور السكان الأصليين.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كثف النظام الصيني من حملة مطاردته للاستقلاليين الإيغور وتمكن من جلب بعض الناشطين الإيغور خصوصا من باكستان وكزاخستان وقيرغزستان في إطار ما يسمى "الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب".

ورغم المطاردة الصينية ظلت بعض التنظيمات السرية تنشط داخل البلاد منها بالخصوص الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية التي تتهمها بكين بتنفيذ سلسلة انفجارات في إقليم سنغيانغ وشباب تركستان الشرقية.

و في 19 سبتمبر/أيلول 2004 قام الإيغور بتأسيس حكومة في المنفى لتركستان الشرقية يرأسها أنور يوسف كما تمت صياغة دستور.

المصدر: الجزيرة